شبهات وهميَّة حول رسالة أفسس 

قال المعترض: »جاء في أفسس 1:17 »يعطيكم إله ربنا يسوع المسيح أبو المجد روح الحكمة والإعلان في معرفته«. ولكن جاء في 1تيموثاوس 3:16 »عظيم هو سر التقوى: الله ظهر في الجسد«. فالآية الأولى تنفي ألوهية المسيح، بينما تؤيدها الثانية!«.

وللرد نقول: التعبير »إله ربنا يسوع المسيح« يعني الإله الذي أرسل المسيح، والذي أتى المسيح ليعمل مشيئته، والذي صعد المسيح إليه. وهو إله »الابن المتجسد« الفادي الذي جاء أرضنا ليموت من أجل خطايانا، وليقوم لأجل تبريرنا. وهو وصفٌ يؤيد قول المسيح على الصليب: »إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟« (متى 27:46)، ويطابق قوله بعد القيامة: »إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم« (يوحنا 20:17). (ولم يقُل »أصعد إلى أبينا وإلهنا« بسبب اختلاف علاقة المسيح بالله عن علاقة التلاميذ به).. ولئلا يخطر ببال أحد أن التعبير »إله ربنا يسوع المسيح« يُنقِص من لاهوت المسيح أضاف الرسول لقب »ربنا« إلى المسيح.. وتحمل عبارة »إله ربنا يسوع المسيح« معنى آخر هو أن الله الذي نعبده هو الذي أعلنه المسيح وأظهره لنا، وقد قال المسيح: »الذي رآني فقد رأى الآب« (يوحنا 14:9). فألوهية المسيح واضحة في الآيتين، كما أن إنسانيته واضحة فيهما معاً.

اعتراض على أفسس 2:3 - هل الكل خطاة؟

انظر تعليقنا على 1كورنثوس 7:14

قال المعترض: »ورد في أفسس 2:15 و20 »ونقض (المسيح).. العداوة، مبطلاً بجسده ناموس الوصايا في فرائض، لكي يخلق الاثنين في نفسه إنساناً واحداً جديداً صانعاً سلاماً.. مبنيّين على أساس الرسل والأنبياء، ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية«. ولكن وردت آيات في العبرانيين تقول إن الناموس قد نُسخ وتغيَّر واضمحل، منها عبرانيين 7:12 »لأنه إن تغيَّر الكهنوت، فبالضرورة يصير تغيُّرٌ للناموس أيضاً«. فالشريعة رُفعت قطعاً بالنسبة لأحكام الذبائح والطهارة. ومنها عبرانيين 8:7 و13 »فإنه لو كان ذلك الأول بلا عيب لما طُلب موضعٌ لثانٍ.. فإذْ قال »جديداً« عتَّق الأول. وأما ما عَتَق وشاخ فهو قريبٌ من الاضمحلال«. ومنها عبرانيين 10:9 و10 »ثم قال: هأنذا أجيء لأفعل مشيئتك يا الله. ينزع الأول لكي يثبّت الثاني. فبهذه المشيئة نحن مقدَّسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرةً واحدة«.

وللرد نقول: قال المسيح في متى 5:17 و18 »لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل. فإني الحق أقول لكم: إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل«. فالمسيح أتى وقدَّم نفسه ذبيحة عن خطايانا، ونقض العداوة التي كانت بين الخاطئ وبين خالقه، ووفى حق العدل الإلهي بدمه. وكانت الذبائح والملكوت ترمز إليه. وبما أن المرموز إليه أتى، تمَّ الغرض المقصود من الرموز، فكانت هذه الرموز بمنزلة نبوات محسوسة عن المسيح، وتمّت هذه النبوات.

ولم تكن هذه الذبائح كافية في حد ذاتها للخلاص إلا بالنظر إلى إشارتها للمسيح، فكانت ضعيفة في حدّ ذاتها قوية بالنظر إلى المسيح، وممهِّدةً لمجيئه. ولو كانت كافية لما أتى المسيح. وقد أعدت هذه الذبائح والكهنوت والفرائض الطقسية عقول بني إسرائيل لقبول المسيح، فأفهمتهم أن الخلاص هو بسفك الدم، وأن هذه الذبائح تشير إلى ذبيحة الفادي الكريم.  وهكذا هيَّأ الله بني إسرائيل بالذبائح والفرائض الطقسية لقبول المسيح وملكوته، وهذا هو معنى قول الرسول إن الناموس هو مؤدِّبنا إلى المسيح (غلاطية 3:24). يعني أن الناموس هيأهم وعلّمهم نحو 1500 سنة أن الخلاص بسفك الدم، وأن دم المسيح يطهر من كل خطية.

قال المعترض: »جاء في أفسس 2:19 »فلستم بعد غرباء ونُزُلاً، بل رعيّة مع القديسين وأهل بيت الله«. ولكن جاء في عبرانيين 11:13 أن المؤمنين أقرّوا أنهم غرباء ونزلاء على الأرض، كما جاء في 1بطرس 2:11 »أننا غرباء ونزلاء«.

وللرد نقول: المؤمنون بالنسبة للعالم الحاضر غرباء ونزلاء، فالأرض ليست مقامهم الدائم. إنهم مجرد عابرين. أما مقامهم الروحي وسط عائلة الإيمان فهو دائم ومستمر. لقد تبنَّاهم الآب السماوي في المسيح، وأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه (يوحنا 1:12).

قال المعترض: »جاء في أفسس 4:26 »اغضبوا ولا تخطئوا«. ولكن جاء في نفس الرسالة 4:31 »ليُرفَع من بينكم كل مرارة وسخط وغضب وصياح وتجديف مع كل خُبث«. وهذا تناقض، لأنه يطالب بالغضب وينهى عنه«.

وللرد نقول: الغضب انفعال طبيعي، يمكن أن يكون لازماً كما غضب المسيح على الباعة والصيارفة في الهيكل (متى 21:12 و13)، وكما نظر حوله إلى شيوخ اليهود بغضب حزيناً على غلاظة قلوبهم (مرقس 3:5). ولكن الغضب يمكن أن يكون خاطئاً يُفقِد الغاضب اتِّزانه، فيصيح ويجدِّف. ويدعونا الرسول للغضب المقدس العامر بالغيرة للخير، بحيث نحترس من الخطأ. أما الغضب والصياح والتجديف والخبث فمنهيٌّ عنه.

اعتراض على أفسس 6:2 و3 - هل العمر محدد؟

انظر تعليقنا على مزمور 102:24 

الفصل التالي    الفصل السابق


شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس

كتب أخرى

الرد على الإسلام